
لكل بداية نهاية، و لكل أجلٍ كتاب أسطورة تاريخية سطرت تاريخ عريض من الإنجازات و البطولات، واليوم يضع محارب الجبهة اليسرى سيفه و يخلع دِرعه ليعلن رحيله عن النادي الأهلي، وداعا يا مُدلل وداعا يا معلول.
اليوم و في لحظة لم تكن في الحسبان، تم إسدال الستار عن واحدة من أعظم الحكايات الكروية التي عاشها جمهور الأهلي في العقد الأخير.
وها نحن لا نقوي علي ثِقل الكلمات ولا قوة الحدث، و لكن بات ذلك واقعا الفتى الذهبي الذي جاء من صفاقس قاصدا القاهرة ليفرض سيطرته و هيمنته علي الجبهة اليسرى لسنوات عِدة.
لم يفرض سيطرته علي الجبهة بمفهومها الكروي ولكنه أيضا فرض سيطرته علي قلوب كل محبين القلعة الحمراء منذ أن وطئت قدماه على أرضية التتش.
بدا و كأنه من أبناء النادي الذين ترعرعوا في المدرسة الكروية للنادي أهدافه، تمريراته، حماسه، دموعه، سجداته و حتى مشاجراته من أجل الفريق كلها أصبحت جزءا كبيرا من ذاكرة لا تُنسي.
معلول حبيب الملايين
ظهر الحب الاستثنائي لعلي معلول في المدرجات و الشارع و البيوت و حتي علي وسائل التواصل الاجتماعي.
هتافات باسمه “يا هنانا يا سعدنا ، علي معلول عندنا” صورة المرفوعة في المدرجات و الموجودة علي وسائل التواصل الاجتماعي التي تعبر عن حب الجماهير له.
ناهيك عن أجزاء الأغاني التي أصبحت مخصصة له من جماهير الأهلي ” برشا برشا يا مدلل، حبك علي قلبي اتسلل ” كل ذلك و أكثر دلائل علي ارتباط نادر من الصعب أن يتكرر.
رحل تاركا فجوة عميقة في القلوب
حدث يحمل الكثير من معاني القسوة، اليوم يعلق الأسطورة علي معلول درعه الذي لطالما عاش يدافع به عن مرمي النادي الأهلي، و يضع سيفه الذي كان يقتل به آمال المنافسين في الظفر بالمباريات.
لم يكن مجرد لاعب و إنما هي قصة حب و انتماء ولا أحد يمكنه أن يملأ الفراغ الذي تركه سواء في الجبهة اليسرى أو قلوب المشجعين.
رحل من صدق ومضى من أعطي و من دافع عن الشعار كما لو كان دما من دماء النادي، ترجّل من كان يردد دوما “أنا مش غريب، أنا واحد منكم”، كان تونسي الهوية أهلاوي الهوى.
شكرا علي معلول على عطائك الدائم، كل التقدير على حبك الغير مشروط للنادي الأهلي و جماهيره، لن ننسي و لن نغفر لقلوبنا التي ستعيش في لهفة لرؤيتك داخل المستطيل الأخضر.
كل التقدير والاحترام لفريق توليفه و مقالات
وداعا مدلل القلعه الحمراء