بعد إنتخابات مبكره، أعلن حزب المحافظين في ألمانيا CDU صباح اليوم الإثنين 24 فبرابر 2025 فوزه في الإنتخابات التشريعيه في ألمانيا، وقال مرشح الحزب لمنصب المستشار ” فريدريش ميرتس ” إن حزبه يدرك حجم التحديات وما تحتاجه ألمانيا.
جاءت هذه الانتخابات بعد قرار حل البرلمان في ديسمبر الماضي عقب خسارة المستشار الألماني أولاف شولتس تصويت الثقة في البرلمان الاتحادي ، ما استدعى إجراء انتخابات مبكرة وسط أوضاع سياسية واقتصادية معقدة للغاية.


نتائج الإنتخابات
المصدر: وكالة الأنباء الألمانية dpa

أسفرت نتائج الإنتخابات عن انقلاب في موازين القوى السياسية، فقد حصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) بقيادة فريدريش ميرتس على 28.5% من الأصوات، ما يجعله الأقرب لتشكيل الحكومة الجديدة.
إلا أن الصدمة الحقيقية تمثّلت في الأداء التاريخي لحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف، الذي حصل على 20.8% من الأصوات، ليصبح بذلك القوة السياسية الثانية في البلاد. وتشير التوقعات إلى أن هذا الحزب قد يتصدر المشهد السياسي خلال الأربع سنوات المقبلة، وربما يتمكن من تشكيل الحكومة، وهو سيناريو محتمل للغاية.
جاء ذلك نتيجة تزايد المشكلات التي يتسبب بها المهاجرون واللاجئون في ألمانيا، كان آخرها حادث الدهس الذي نفذه مهاجر أفغاني في مدينة ميونخ.
وقد سبقه في ديسمبر الماضي حادث دهس آخر بمدينة ماجديبورج، نفذه طبيب سعودي مقيم في ألمانيا أثناء احتفالات الكريسماس، وأسفر الحادثان عن سقوط عدد من الوفيات والإصابات.
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) بقيادة المستشار أولاف شولتس، فقد تكبّد أسوأ هزيمة له منذ الحرب العالمية الثانية، بحصوله على 16.4% فقط من الأصوات.
حصل حزب الخضر (Die Grünen) على نسبة 11.6%، في حين حقق حزب اليسار (Die Linke) نتيجة تاريخية بدخوله البوندستاغ بنسبة 8.8%، وهو ما يجعله من الأحزاب الواعدة في المستقبل.
في المقابل، جاءت الصدمة الكبرى للحزب الديمقراطي الحر (FDP) الذي فشل في تجاوز عتبة الـ5% اللازمة لدخول البرلمان، ليخرج بذلك من المشهد السياسي تمامًا كما كان متوقعًا.

فريدريش ميرز

بعد النتائج، صرّح ميرتس برغبته في تشكيل الحكومة بسرعة، معربًا عن نيّته التحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) فقط، مستبعدًا حزب الخضر نظرًا لعدائه الواضح له، ولرأيه بأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يظل دائمًا في وضعية الخضوع أمام حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
ميرتس شدّد كذلك على رفضه القاطع لأي تعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، معتبرًا إياه حزبًا متطرفًا وخطرًا على الديمقراطية، مؤكدًا ضرورة عزله عن السلطة بأيوسيلة. إلا أن المعادلة السياسية قد تتغير خلال السنوات الأربع المقبلة إذا ما تمكن حزب (AfD) من تعزيز نفوذه وربما التحالف مع حزب CDU في الانتخابات القادمة.

ملامح الحكومه الجديده

إذا نجح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) في تشكيل الحكومة، فمن المرجّح أن يشهد المشهد السياسي تغييرات كبيرة، وفقا ل ياسر أبو معيلق مراسل التلفزيون العربي في ألمانيا من بينها: إلغاء قوانين لمّ شمل اللاجئين و تشديد سياسات اللجوء والهجرة بصفه عامه، تخفيض نظام المعونات الاجتماعية، واستمرار الانكماش الاقتصادي، ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وقد يشمل الأمر أيضًا إلغاء قانون ازدواج الجنسية، وهو ما سيمثّل ضربة قاسية للمهاجرين والمقيمين من ذوي الخلفيات المتنوعة.

مخاوف / مستقبل المهاجرين
صورة أرشيفية لمهاجرون عرب

هناك تخاوف بين المهاجرين واللاجئين خاصة من الجاليه العربيه، بشأن كيفية تشكيل الحكومة الجديدة؟ وهل سيُحدث صعود اليمين المتطرف خلال الفتره القادمة تغييرًا جذريًا في المشهد السياسي الألماني؟
وفقا للخبراء السياسيين، إن حدث ذلك إذ سيجد المواطن الألماني الأبيض الجرأة في التعبير علنًا عن عنصريته تجاه المهاجرين.
لهذا، ينبغي على المهاجرين في المرحلة المقبلة اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل تأمين الدعم القانوني، والاستعداد لمواجهة أي موقف عنصري سواء لك أو لعائلتك، ومعرفة أماكن وعناوين منظمات مكافحة التمييز لتقديم شكاوى والحصول على الحقوق القانونية.
تعتبر هذه المرحلة، مرحلة حرجة في تاريخ ألمانيا الحديث، ستشكّل ملامحها سياسات جديدة وتحديات كبرى للجميع.