
الأحزاب السياسية تمثل ركيزة أساسية في أي نظام ديمقراطي، وفي مصر تلعب دورا حيويا في التعبير عن آراء المواطنين والمساهمة في تشكيل السياسات.
من رحم ثورة يناير 2011، بزغ الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، حاملا مبادىء الثورة وأفكار الديمقراطية الاجتماعية.
حول رؤية الحزب وتحدياته، كان لنا هذا الحوار مع المهندس زياد إيهاب، رئيس اتحاد شباب الحزب بالمنوفية وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالحزب.

الحوار
قال زياد إيهاب ردا على سؤاله عن أهم ما يميز الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، أن الحزب تأسس في أعقاب ثورة يناير، أي أنه تأسس من رحم الثورة، فتأسس الحزب بمبادئ وأفكار الثورة.
بنى أيديولوجيته على الديمقراطية الاجتماعية، المعروفة في دول كثيرة ولكنها في مصر رغم قدمها إلا أنها لم تطبق بالشكل الصحيح حتى الآن، مؤكدًا أن فريد زهران الرئيس الحالي للحزب دائمًا ما يقول أننا نأمل في رؤية الحد الأدنى للديمقراطية وليست الديمقراطية الكاملة.
أوضح زياد أن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، هو حزب معارض محسوب على وسط اليسار، مؤكدا “نحن لا نعارض أشخاص وإنما نعارض سياسات، نعارض بطريقة بناءة نهدف إلى إبراز جوانب القصور مع عرض كيفية تقويمها، ولا نغفل عن الثناء على الجوانب الجيدة”.
وأضاف: “لدينا علاقات طيبة مع أجهزة الدولة، ولدينا مقاعد في البرلمان، بواقع سبعة نواب في مجلس النواب، وثلاثة في مجلس الشيوخ”، كما صرح أن الحزب يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية في الفترة القادمة ونأمل في زيادة عدد المقاعد في المجلسين.
كما أشار إلى أنه برغم اقتراب موعد الانتخابات إلا أن قانون الانتخابات البرلمانية الجديد لم يخرج بعد للنور، وسيحدث تغيير في قانون الانتخابات لكن لم يخرج القانون وليس لدينا معلومات عنه.
أشار زياد إيهاب أيضا إلى حرص الحزب على تكوين علاقات خارجية، مؤكدا أن الحزب تربطه علاقات قوية بالعديد من الأحزاب الأوروبية والعربية، على رأس هذه الأحزاب الحزب الشيوعي الصيني والذي دائما ما يرسل دعوات لوفود لحضور ندوات في الصين.

قال زياد أيضا تشرفت بالسفر في بعثة إلى الصين لمدة 14 يوما وذلك في يوليو الماضي، لحضور سيمينار عن التنمية المستدامة بالاشتراك مع وزارة التجارة الصينية، وجامعة بكين لإدارة الأعمال، وهذا هو تفكير الحزب الدائم، “كيفية إحداث تنمية مستدامة”.
إضافة إلى حرص الحزب على علاقاته، فقد أوضح أن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي هو الداعي لمؤتمر التحالف الديمقراطي الذي تم استضافته في مصر، في سبتمبر الماضي والذي حضر إليه 14 حزبا من 13 دولة.
وأضاف: “كان تحديا لنا استضافة مؤتمر دولي خاصة وأن الموافقات جاءت قبل المؤتمر بثلاثة أيام، واستمر المؤتمر يومين تمت خلالهما انتخابات، تمكن خلالها فريد زهران رئيس الحزب من الفوز بمنصب رئاسة الاتحاد الديمقراطي العربي، كما فاز الأمين العام للحزب، باسم كامل بمنصب المنسق العام للتحالف الديمقراطي الاجتماعي العربي”.
موقف الحزب من موقف مصر في غزة
قال زياد أن الحزب مؤيد للموقف المصري للقضية الفلسطينية ويظهر ذلك من خلال بيانات الحزب المؤيدة للموقف وقد قام الحزب قبل شهرين في أول وقفة على معبر رفح وكان زهران هو أول من دعا لهذه الوقفة ولاقت الدعوة اصطفافا من قبل الأحزاب الأخرى، وقد كنت أحد الأشخاص الواقفين أمام المعبر ولم تكن حشودا مجمعة كما هو مُزعم فقد كان الحزب صاحب فكرة الاصطفاف وكانت الرسالة هي رفض التهجير القسري للفلسطينيين وأننا ندعم القيادة المصرية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
تقييم الحزب للوضع السياسي في مصر
وفي حديثه عن الوضع الحالي في مصر قال زياد: “تشهد المنطقة اضطرابات عنيفة جدا ومشاكل اقتصادية وسياسية قوية، حروب ونزاعات في دول الجوار، إضافة إلى مشكلات متعلقة بالأمن القومي على رأسها ملف المياه والذي لم يتم الانتهاء أو الوصول إلى حل مناسب للمشكلات القادمة في هذا الشأن”.
وفي هذا السياق أضاف “إن الحزب يقوم بدراسة جيدة للموضوع ومن المقرر الفترة القادمة إطلاق حملة من قبل الحزب تكون بمثابة حملة توعوية عن المياه في مصر وكل ما يخص الملف المائي المصري من أول الترشيد في الاستهلاك ومعدلات التلوث، وبعيدا عن سد النهضة فمصر لديها مشكلة كبيرة أخرى متمثلة في معدلات التبخر في بحيرة ناصر بسبب تخزين المياه خلف السد وتبخر المياه في اللاشيء دون أي فائدة تذكر، وبالبحث تم التوصل إلى فكرة قريبا سيبدأ التنفيذ فيها وهى أن إحدى الشركات الإماراتية ستقوم ببناء محطة طاقة شمسية أعلى البحيرة”.
وأكد إيهاب أن “الوضع السياسي لمصر في غاية الصعوبة ولكن لم نصل بعد للمرحلة الأكثر سوءًا ومصر لها دور كبير وموفق في قراراتها المتعلقة بالنزاعات والمشكلات المتعلقة بدول الجوار، ولها دور قيادي خاصة في الحرب في غزة، كما تعد الزيارة الأخيرة لماكرون في مصر دليلا على أن لمصر الكلمة العليا في هذه القضية، وتعتبر هي الدولة المتصدرة للحديث في هذا الجانب”.
واختتم حديثه عن هذا الشأن قائلًا: “ونتمنى تحسن الأوضاع الاقتصادية في مصر في الفترة المقبلة فمصر لديها مشكلات كبيرة أهمها الديون والقروض وفوائدها ونأمل أن يتم الاهتمام بالإنتاج المحلي؛ وذلك لسد العجز الذي تشهده الميزانية العامة للدولة”.
فعاليات الحزب
وبسؤاله عن أهم الفعاليات التي يقوم بها الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، رد قائلًا: “نقوم بعمل دورات تدريبية ومعسكرات للشباب، بين كل شهرين أو ثلاثة يقوم الحزب بعمل معسكر، في محافظات مختلفة نقوم بتجميع شباب الحزب من مختلف المحافظات وعمل إقامة كاملة معا قد تستغرق ثلاثة إلى أربعة أيام، تقوم قيادات الحزب بتوضيح الديمقراطية الاجتماعية ومبادئها والعمل الجماهيري والحملات الانتخابية وإدارتها، إضافة إلى عمل دورات في soft skills مثل الخطابة ولغة الجسد، كل ذلك يهدف إلى إعداد كادر شبابي لديه وعي سياسي قادر على أن يكون أحد قيادات الحزب والانخراط داخل العمل المجتمعي”.
وأضاف: “على المستوى الشخصي فأنا أعمل في الأمانة المركزية في شبين، خلال العام الماضي تخطينا الخمسين ندوة وتدريب ولا يمضي شهر سوى بعدد من الفعاليات وأحيانا في المركزي في القاهرة نقدم دورات بعيدة عن السياسة، مثل دورة icdl، فوتوشوب”.
وصرح أن الفترة القادمة في المنوفية يقوم الحزب بتجهيز دورة تعليم فوتوشوب للمبتدئين؛ لإكساب الشباب خبرات من مكان موثوق ومتاح لغير الأعضاء الالتحاق بهذه الدورات، وهذا يعود على الحزب بمزيد من استقطاب عضويات ويعد بمثابة دعاية للحزب بشكل أو بآخر.
كما صرح أنه يوم ٣٠ أبريل من المقرر عمل معسكر خاص بالحزب في مدينة سوهاج، معسكر تدريبي عن إعداد كوادر سياسية ونواب البرلمان، يتم التحضير له ولم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي وستكون مدته ٤ أيام.
موقف الحزب من بعض القضايا المجتمعية
أجاب رئيس اتحاد الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بعد سؤاله عن هل للحزب دور ملموس في دعم المواطنين، قائلًا أن الحزب لديه مواقف قوية ومشرفة في القضايا التي تهم المواطن المصري، “لدينا نواب أقوياء جدًا مثل النائب إيهاب منصور وهو من أهم من عمل على قانون العمل الجديد الذي لم يخرج للنور بعد ويتم مناقشته حتى الآن ويعمل بمنتهى الجد وعدد ساعات طويلة جدًا، يناقش بنود القانون لأن الحزب يهدف إلى إخراج قانون جيد للعمل يحفظ حقوق العمال، لأننا لدينا ضعف كبير وهفوات كثيرة في قانون العمل الحالي”.
وأضاف أنه دائمًا ما يناشد الحزب بحقوق الفلاحين “فالإنتاج المحلي قائم على هذه الفئة من المصريين إلى جانب الصناعة”.
علاقة الحزب بالصحافة والإعلام
أوضح زياد علاقة الحزب بوسائل الإعلام قائلا: “تجمعنا علاقات قوية مع الجرائد في مصر سواء قومية أو خاصة على رأسهم الشروق وقنوات التليفزيون أيضا، ومن أهم الأعضاء بالحزب قيادات من داخل الإعلام مثل، دكتور عبد العظيم حماد الكاتب الصحفي المعروف هو رئيس مجلس الأمناء في الحزب، المخرج داوود عبد السيد، أمينة الإعلام في الحزب الدكتورة منى الشماخ”.
التحديات التي تواجه الحزب
التحدي الرئيسي أمام الحزب كما أشار زياد هو التضييق الذي يحدث على العمل السياسي في مصر، وفي هذا السياق قال: “دائما ما نأمل في أن نجد انفراجة وإتاحة للحريات لخلق فرص وإعداد كوادر، وقد شهدت الفترة السابقة انفراجة لم تكن بالكبيرة والمرغوب فيها ولكن حدثت بعض الشيء ونتمنى أن تزيد المساحة المتاحة”.
ختاما، يقدم هذا الحوار مع المهندس زياد إيهاب صورة واضحة عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، نشأته وأيديولوجيته، ودوره في معارضة السياسات بشكل بناء، بالإضافة إلى جهوده في بناء علاقات خارجية قوية ومواقفه من القضايا الوطنية والإقليمية.
كما يبرز الحوار تركيز الحزب على تدريب الشباب وإعداده للمشاركة السياسية والمجتمعية، مع إشارة إلى التحديات التي تواجه العمل السياسي في مصر وتطلعات الحزب نحو مزيد من الانفتاح.