
بينما يزداد توتر المشهد الچيوسياسي في الشرق الأوسط وتتابع تداعياته على المناطق و الممرات التجارية، يقف الاقتصاد المصري على مفترق الطرق، بين آمال الإصلاح و ضغوط الواقع.
من قناة السويس إلى الخزائن المصرية، يبدو أن كل رقم في رحلة الإصلاح يروي قصة صراع من أجل البقاء.
الأزمات الاقتصادية المتراكمة تحتل خلفية المشهد
على مر الأعوام مرت مصر بالعديد من الأزمات الاقتصادية و لكن هذه الأزمة يشهد لها الجميع بحساسية وقتها وأنها لم تمر مرور الكرام كالبقية، حيث بدأت الدولة في مجموعة من إصلاحات مؤلمة بدعم من صندوق النقد الدولي في عام 2022.
ولكن اصطدمت بتحديات عالمية، ثم تصاعدت بعد أزمة البحر الأحمر الذي أغلقت باب اقتصادي محوري.
الوضع الراهن في الدولة.. ما الذي يحدث بالفعل ؟
انخفضت إيرادات قناة السويس بعد هجمات الحوثيين على السفن مما أدى إلى تحول الممرات التجارية إلى رأس الرجاء الصالح، و بلُغة الأرقام تُقدر خسائر مصر نحو ٤.٢ مليار دولار من أصل ٩ مليار دولار كان مصدرها رسوم عبور السفن التجارية من قناة السويس و إليكم بعض الشركات التي حولت ممرها التجاري من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح
- شركة مريسك
- شركة MSC
حالة من التأهب الغير مسبوق تحدث في السياحة بعد تراجع الحجوزات السياحية نحو ٣٠٪ و يرجع ذلك إلى الحرب الإسرائيلية مع غزة و التصعيد مع إيران، و يأتي ذلك في ظل تلاشي المسافة بين غزة و إسرائيل و المدن السياحية المصرية.
الخبراء يتحدثون.. هل تتلاشي الطموحات أم هناك بصيص من الأمل؟
قال الدكتور محمود عبد العال أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة القاهرة أن “مصر أحرزت تقدما ملحوظا في تنفيذ برامج الإصلاح ولكن التحديات الأمنية و الإقليمية المعقدة هي الأزمة الأكبر التي من الممكن أن تعرقل عجلة الإصلاح الاقتصادي”.
بينما قالت الدكتورة داليا فوزي المحللة الاقتصادية بإحدى المؤسسات الخليجية أن “رأس الحكمه هي مشروع استراتيچي مهم و لكن الحل طويل الأمد هو ليس جذب الاستثمار العقاري و لكنه يكمن في إصلاح الهيكل الإنتاجي في مصر”
هل تسلك الأفق مسارا صحيحا ؟
علي حسب تقارير صندوق النقد الدولي من المتوقع أن يحقق الاقتصاد المصري نموا قد يُقدر بـ ٣.٨٪ على أن يكون ذلك مدفوعا بالاستثمارات الجديدة و مصادر الطاقة المتجددة، و لكن يظل التضخم المرتفع و نقص النقد الأجنبي و العملة الصعبة هما المرض الذي يمنع رئة الاقتصاد المصري من التنفس بأريحية.
الاقتصاد المصري لا يخطو منفردا و لكنه مرآه لعالم تتغير فيه التحالفات و الأسواق، و الرهان على المستقبل لم يعد اختيارا بل إجبارا، فإما أن تستمر عجلة الإصلاح ف السير بخطي ثابته وواضحة تحمل بين ثناياها العدالة و الجرأة، أو تتسع الفجوة بين ما نخطط له و ما نعيشه.