
لم تكن مهاجمة “يائير نتنياهو” للرئيس الفرنسي ” ايمانويل ماكرون ” على تصريحاته الأخيرة بشأن عزمه على الاعتراف بدولة فلسطين هي أول المواقف وردود الأفعال السياسية المتطرفة له.
وإنما كانت مواقفه السياسية اليمينة كثيرة منذ أن تولى والده الحكم 1996 فمن هو يائير نتنياهو ؟!
نشأته
يعد الابن الأكبر لبنيامين نتنياهو، ولد في ٢٦ يوليو في القدس المحتلة، وخلال ولاية والده الأولى عاش يائير عند جده لأمه، كما درس الفنون المسرحية.
والتحق بالحياة العسكرية بانضمامه لجيش الاحتلال، الا أن تجربته العسكرية لم تكن ناجحة كما ذُكر بموقع الجزيرة.
يائير ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي له شعبية كبيرة، حيث تولى إدارة حملة والده الإنتخابية هو وصديقين له عام 2015، إلا أنه دائما مايثير الجدل بمواقفه وآراءه وتغريداته المتطرفة العنصرية.
ولا يكف عن مهاجمة معارضي والده، لا يتقلد يائير أي منصب سياسي فى الوقت الحالي إلا أنه دائما ما يثير الجدل بآرائه السياسية.
محطاته وأبرز مواقفه السياسية
بدأت محطات يائير السياسية بانضمامه لحزب الليكود، وبدأت تتبلور آراءه وأفكاره المعادية للعرب والإسلام والمسلمين، وليس ذلك بغريب عن نشأته في بيت صهيوني متطرف.
واحدة من أبرز تصريحاته عام ٢٠٢٢ عندما طالب بطرد الأقليات الموجودة في تل أبيب مشيرا إلى العرب والمسلمين.
ولا يكاد في أي مناسبة أو تصريح أن يشير إلى قتل وطرد واضطهاد العرب مؤكدا أنهم سبب المشكلات.
وفي عام 2018 حظر موقع فيسبوك حساب يائير بعد أن غرَّد قائلا: “لن يحل السلام هنا إلا في حالتين، الأولى بعد ترك اليهود للبلاد، والثانية بعد أن يترك المسلمون البلاد، وأنا أُفضِّل الخيار الثاني”.
ثم أضاف تغريدة أخرى قال فيها: “هل تعرفون أين هي الأماكن الوحيدة التي لا تحدث فيها هجمات؟ في اليابان وأيسلندا، بالمناسبة لا توجد جالية إسلامية هناك”.
وفي عام ٢٠١٩ تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي ” بنيامين نتياهو ” وباقي أسرته للتحقيق من قبل الشرطة الإسرائيلية بسبب شُبهات ملفات فساد.
وفقًا للتقرير تضمنت شهادة يائير نتنياهو في التحقيقات عبارات مسيئة وتشهيرات بجهاز الشرطة الإسرائيلي، والخصوم السياسيين لوالده، فضلا عن المقربين السابقين الذين تحولوا إلى شهود في قضايا الفساد المتهم بها والده، كما لم يسلم الصحافيون من هجومه، وامتنع عن الإجابة على أسئلة أساسية.
في عام 2020 حرّض يائير أنصار أبيه إلى التوجه لمنازل قادة الاحتجاجات والتظاهرات التي تطالب نتنياهو بالاستقالة، ونشر تفاصيلهم الشخصية وأماكن تواجدهم عبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي.
فاستدعته محكمة الصلح بالقدس بتهمة نشر عناوين منظمي الاحتجاجات والتحريض على الاعتداء على المتظاهرين الذين خرجوا مطالبين باستقالة والده وذلك وفقا لهيئة البث الإسرائيلي 12.
لايترك يائير أى فرصة إلا وهاجم فيها معارضي والده، وكثيرا ما دارت معارك قضائية بينه وبين نشطاء من اليسار الإسرائيلي بتهمة القذف والسب.
و في عام 2020 نشر على حسابه الرسمي فيديو لسيارة تحمل أفراد من جماعة داعش، حاملين الراية السوداء، معلقا ” تذكرت أين رأيت القوافل التي تحمل الأعلام السوداء” ، مما أثار سخط منظمي احتجاجات “الأعلام السوداء”، التي انتقدته وانتقدت والده.
في عام 2023 حاصر متظاهرين ضد مشروع الإصلاح القضائي صالون شعر في تل أبيب كانت تتواجد بداخله والدته ” سارة نتنياهو ” ، وصفهم يائير بلإرهابين مصرحا “إنهم لا يحتجون، إنهم ليسوا فوضويين أيضًا، إنهم إرهابيون “.
وفي تغريدة على تويتر هاجم “يائير نتنياهو” قائد سلاح الجو الجنرال” تومر بار” كتب فيها: “ماذا فعل في السابع من أكتوبر؟” فى يونيو 2024 .
بينما كان يقيم يائير نتنياهو في ميامي بالولايات المتحدة حتى وقت الحرب، شارك في يونيو 2024 ستوري على موقع “انستغرام” هاجم به رؤساء الأجهزة الأمنية.
حيث ظهر بها رئيس هيئة الأركان” هرتسي هاليفي”، رئيس الشاباك” رونين بار،” ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية المستقيل” أهارون حليوة” معلقا عليها “ثلاثة إخفاقات قاتلة”.
اجتاح فيديو استثنائي بواسطة الذكاء الإصطناعي شبكات التواصل الاجتماعي فى ديسمبر 2024، ظهر فيه يائير نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية كشخص مختطف في أنفاق حماس في غزة يقول فيه :
“اسمي يائير نتنياهو، 33 عامًا، من القدس، أنا هنا في أسر حماس بلا طعام تقريبًا ولا ماء، دون رؤية الشمس أو استنشق الهواء، حياتي في خطر بسبب قنابل إسرائيل، حماس تحرسني وتحميني من هجمات الإسرائيليين، والآن بعد أن تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الشمال، فقد حان الوقت لتحريرنا”.
في محاولة لتسليط الضوء على الأسرى الإسرائيليين لدى حماس لحث تل أبيب على تكثيف جهودها لإبرام صفقة وإعادتهم.
علاقاته مع أمريكا

تناولت العديد من التقارير الصحفية الإسرائيلية علاقات يائير نتنياهو برجال الأعمال اليهود الأمريكيين، ويُعرف عن يائير نشاطه في الولايات المتحدة حيث قام بجولة سابقة برعاية منظمة “إستي” الصهيونية للترويج لأفكاره السياسية التي تُنكر وجود ما يُعرف بـ “الشعب الفلسطيني”.
كما ذكر موقع ” الجزيرة “، وفي 9 أبريل من العام الحالي نشر صورة له مع نائب الرئيس الأمريكي معلقا عليها ” لم يكن لإسرائيل صديق أفضل في البيت الأبيض من إدارة ترامب شكرا لك “.
فضلا عن إقامته فى ميامي بالولايات المتحدة منذ أبريل 2023، والتي كانت محط انتقاد من قبل الشعب الإسرائيلي بسبب استمرار إقامته فيها حتى وقت الحرب .
وكان يائير قد اتهم الخارجية الأميركية بتمويل احتجاجات إسقاط والده في مارس 2023، مستندًا لمقال يميني متطرف زعم سعي واشنطن للإطاحة بالحكومة بغرض تمرير اتفاق إيران، جاء رد الخارجية الأميركية على تصريحاته واصفة إياها بـ”الكذب” .
علاقة يائير بوالده ( تأثير وتأثر )
لا شك أن نشأة يائير في بيت صهيوني يميني متطرف كانت قد ساهمت في تشكيل شخصيته ومواقفة العدوانية المتطرفة المعادية للعرب والإسلام والمسلمين.
فنجد تشابها كبيرا بين مواقفه وآرائه وآراء والده خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والأمن الإسرائيلي، إلا أن مواقفه أكثر حدة وتطرفا.
أما عن علاقة التأثير ، يعتبر يائير من أقرب مستشاري نتنياهو، وينظر له على أنه يستطيع التأثير على قرارات وآراء والده.
وواحدة من أبرز الشواهد علي ذلك عندما قرر “بنيامين نتنياهو” تأجيل زيارته للهند بسبب عدم دعوة يائير ضمن الوفد الإسرائيلي المدعو .
يُنظر إلى تغريدات يائير في كثير من الأحيان أنها صدى لآراء بنيامين نتنياهو التي لا يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي التصريح بها بشكل رسمي ومباشر بسبب منصبه السياسي الحساس.
فضلا عن موقف والده من تغريداته الذي ما يتخذ دائما شكل المحامي والمدافع عن حق ابنه في التعبير عن رأيه، وكانت آخرها تعليقه على مهاجمة يائير للرئيس الفرنسي قائلا “أنا أحب ابني يائير، صهيوني حقيقي يهتم بمستقبل البلاد، وككل مواطن، من حقه أن يعبر عن رأيه الشخصي، رغم أن أسلوبه في الرد على تغريدة الرئيس ماكرون الداعية إلى إقامة دولة فلسطينية غير مقبول بالنسبة لي”.
موقفه بعد السابع من أكتوبر
بعد أحداث 7 أكتوبر، وجّه يائير نتنياهو انتقادات حادة للجيش الإسرائيلي، والشاباك، والمحكمة العليا، محملاً إياهم مسؤولية الإخفاقات الأمنية التي أدت إلى الهجوم.
كما انتقد بشكل خاص تغيير المحكمة العليا للترتيبات الأمنية وتعليمات إطلاق النار على حدود غزة.
ونشر تقرير من القناة 12الإسرائيلية تسلط الضوء على تحذيرات المجندات الإسرائيليات من نشاط حماس على الحدود إلا أن الجهات الأمنية تجاهلت التقرير.
وفي الوقت الذي عاد آلاف الإسرائيليين للانضمام إلى جيش الاحتياط ظل يائير مقيم في الولايات المتحدة خلال الحرب، وهو ما أثار جدلا وانتقادا كبيرا.
وكالعادة جاء دور الأب المدافع عن ابنه معللاً ذلك بأن يائير يقوم بعمل تطوعي لجمع معدات للجيش وخدمات الطوارئ.
هل يطمح يائير في حكم دولة الأحتلال ؟

إلى الآن لم يعلن يائير بشكل رسمي عن رغبته في حكم إسرائيل أو التقلد بأي منصب سياسي، وبرغم ذلك يعرف عنه تأثيره في تشكيل الآراء السياسية داخل اليمين الإسرائيلي.
فقد صرح “نير هافيتز”، المستشار الإعلامي السابق لنتنياهو، أن يائير يلعب دورا كبيرا في القرارات السياسية لأبيه.
كما يمتلك يائير قاعدة شعبية في اليمين الإسرائيلي يمكنه من خلالها عمل حشد إذا فكر في خوض العراك السياسي، إلا أنه يواجه انتقادات حادة خاصة من قبل المعارضين، لا سيما تصريحاته اللاذعة المثيرة للجدل دائما، وتترك حولها علامات استفهام.