
بعيدًا عن الخطأ والصواب، بعيدًا عن الأسباب والنتائج والعواقب، وبعيدًا عن المخطيء والمصيب؛ أين ذهبت إنسانيتنا؟!
روان فتاة في عمر الزهور تغادر دنيانا بسبب غياب الرحمة وعلو صوت الإمتحان فوق صوت الإستغاثة واهتمامنا بالهوية الشخصية أكثر من الحق في الحياة فينبغي السؤال هنا، أين ذهبت إنسانيتنا؟
روان طالبة في السنة الرابعة في كلية العلوم بجامعة الزقازيق، سقطت من الدور الخامس بالجامعة، وبدلاً من الإسراع في إنقاذها قرر الجميع عدم الإلتفات حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
السؤال الذي نطرحه هنا ما هو النجاح من وجهة نظركم؟
هل النجاح الوصول إلي القمة والتربع عليها أم النجاح أن نحافظ على إنسانيتنا في هذا العالم الموحش.
انهيار أخلاقي جماعي، بدأ من الدكتور الجامعي الذي قرر غلق الابواب حتي يمتحن الطلاب في هدوء بعيدًا عن الشوشرة إلى الطلاب الذين قرروا أيضا إكمال الإمتحان؛ لأن مستقبلهم أهم من حياة زميلتهم إلى الأمن الذي تراخى في طلب الإسعاف وإلى المسعف الذي لم يأت مع سيارة الإسعاف حتى اضطر الطلاب الذين خرجوا من الإمتحان إلى إسعاف زميلتهم بأنفسهم حتى وصلنا إلى المستشفى التي رفضت استلام الجثة لعدم وجود هوية شخصية! إلى هذا الحد فقدنا أخلاقنا وانسانيتنا!
ما حدث ليس جريمة إهمال فحسب بل جريمة تربية، جريمة أخلاق، جريمة إنسانية.
جريمة تعلمنا ألا نكون بشر، جريمة تُكافيء المتخاذلين وتحسهم على الأنانية والمصلحة الشخصية، جريمة نتاجها إنسان خائف من عواقب تدخله أكثر من عواقب عدم تدخله.
مشكلتنا الحقيقة أننا ربينا جيل يخاف من الرسوب في الإمتحان أكثر من خوفه على حياة إنسان مثله.
إلى كل المتخاذلين في حق روان.. من الممكن أن تكونوا نجحتم على الورق، ولكن فشلتم في أهم اختبار، اختبار الإنسانية.
ناقدة المستقبل ♥️♥️♥️☝🏻
تسلم الايدي اللي كتبت والله
ماشاء الله عليكي ♥️