
مع رحيل الفنانة القديرة سميحة أيوب في الثالث من يونيو 2025 عن عمر يناهز 93 عاما، يسدل الستار على فترة ذهبية من المسرح والدراما العربية، تاركة وراءها إرثا فنيا لا ينسى.
سميحة أيوب، التي لُقبت بـ “سيدة المسرح العربي” عن جدارة، لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت جوهرة فنية، وشاهدة على تطور الفن المصري والعربي، ومصدر إلهام لأجيال متعاقبة.
ولدت سميحة أيوب في حي شبرا الشعبي العريق بالقاهرة عام 1932، في أسرة متوسطة حيث بدأ شغفها بالفن مبكرا بموهبة لا تنسى.
التحقت بـالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجت فيه عام 1953، بعد أن تتلمذت على يد رائد المسرح المصري زكي طليمات، الذي تنبأ لها بمستقبل استثنائي.
مشوار فني مميز لـ سيدة المسرح العربي

تجاوز رصيد الفنانة القديرة سميحة أيوب المسرحي 170 مسرحية وأخرجت ٥ مسرحيات تنوعت بين الكلاسيكي والمعاصر، والكوميدي، ومن أبرز أعمالها المسرحية:
-سكة السلامة
-أغا ممنون
-دماء على أستار الكعبة
-رابعة العدوية
-مصرع كليوباترا
-الأيادي الناعمة
-الخديوي
وقدمت المسرح كرسالة حياة، ورفضت الابتذال أو الاستسهال، واعتبرت أن المسرح فن الشعوب الراقية، وميزان حضاري لا يسقط أبدا.
شغلت سميحة أيوب مجموعة من المناصب منها: مدير عام المسرح الحديث ومدير عام المسرح القومي لمدة 14 عاما، ورأست العديد من لجان تحكيم أهم المهرجانات المسرحية.
سميحة أيوب ما بين السينما والتليفزيون

رغم هيمنة المسرح على مسيرتها، أبدعت سميحة أيوب في السينما من خلال أعمال ذات طابع فكري وإنساني، كانت البداية بفيلم المتشردة، الأطلال، مع السعادة، تيتة رهيبة وأخرهم ليلة العيد.
وفي الدراما التلفزيونية، أثبتت وجودها من خلال شخصيات درامية، في أعمال مثل الضوء الشارد، المصراوية، وأوان الورد.
سميحة أيوب وتكريمات الرؤساء

حصلت سميحة أيوب على العديد من التكريمات والأوسمة أبرزها:
وسام النيل، أعلى وسام مدني في مصر، وتم تكريمها من عدد من الرؤساء وهم عبد الفتاح السيسي، أنور السادات، حسني مبارك، جمال عبد الناصر.
وأيضا حصلت على تكريمات دولية من رؤساء مثل حافظ الأسد وجيسكار ديستان.
وقد تم تدريس سيرتها الفنية في المناهج التعليمية المصرية، تقديرا لما قدمته من دور مميز وأخلاقي في الفن.