
منذ منتصف العقد الماضي، تقريبا منذ عام2014، بدأت كلمة “بادل” تتردد في الأوساط الرياضية والاجتماعية بمصر، لكن في ذلك الوقت، لم يكن يعرف الكثيرون ما تعنيه هذه الكلمة.
ما هي رياضة البادل؟
البادل: رياضة هجينة بين التنس والإسكواش والراكت، وتُلعب عادة في ملعب مغلق أصغر من ملعب التنس بنحو25%، بجدران زجاجية تستخدم في ارتداد الكرة خلال اللعب.
تُلعب بمضارب صلبة (بدون أوتار)، والكرة تشبه كرة التنس ولكن بضغط أقل بنسبة 25%، وعادة ما تُلعب في فرق زوجية (2 ضد 2).
بدايات البادل في مصر
ظهرت أولى ملاعبها في القاهرة عام 2014، داخل نادٍ خاص واحد، وعدد لاعبيها لم يتجاوز العشرات.
في البداية، ظهرت وكأنها مجرد موضة جديدة تجذب المهتمين بالأنشطة العصرية ” الكوول” بمصطلح الشباب مثلها مثل اليوجا والزومبا وغيرها من الألعاب التي ظهرت فجأة واندثرت بعد فترة.
وكان أكثر المهتمين بها هما النخبة والمرفهين، لكن السنوات التالية أثبتت عكس ذلك تماما.
هذا النمو لم يكن عشوائيا، بل جاء مدفوعا باستثمارات في البنية التحتية، دخول أندية كبرى على الخط، وطلب متزايد من فئات عمرية مختلفة على تعلم اللعبة وممارستها.
بدأت اللعبة في القاهرة، لكن بحلول 2022، أصبحت موجودة في عشرات المدن، منها: الإسكندرية: أندية مثل سموحة وسبورتينج، الدقهلية والمنصورة: مراكز تدريب ناشئة، أسيوط: أول ملعب بادل في صعيد مصر، ومدن جديدة: مثل العاصمة الإدارية، الشيخ زايد، 6 أكتوبر، والتجمع الخامس.
هذا التوسع الجغرافي دليل إضافي على أن البادل لم تعد نشاطا نخبويا، بل رياضة تجد جمهورا في كل مكان.
نمو البادل في مصر إحصائياً

التوسع لم يكن جغرافيا فقط ولكن احصائيا أيضا ففي عام2014 كان لدينا ملعب بادل واحد فقط حتى وصلنا لأكثر من600 ملعب بادل حاليا.
في البداية كان نمو الرياضة بطيء جدا حتى عام2020 ومنذ عام2022 وحتى الآن نشهد مستويات تطور عالية جدا على مستوى الملاعب والأندية بنسبة تطور وصلت إلى900% على مستوى الملاعب وكذلك على مستوى الأندية.
خطة الدولة للارتقاء بالبادل

منذ عام 2022، دخلت مصر بقوة على خط تنظيم البطولات الرسمية، مثل: بطولة Premier Padel العالمية في نيو جيزة عام2024، بطولات FIP Rise المعترف بها دوليا عام2022، وأكثر من 22 بطولة محلية خلال عامين.
ليس ذلك فحسب فأسست الدولة اتحاد رسمي للبادل في13 مارس2022، كما أنها تتجه الآن بكل قوتها لتطوير هذه الرياضة والبدء من القاعدة.
حيث يعمل الاتحاد المصري للبادل حاليا على مشروع لإعداد 1000 لاعب جونيور في مختلف المحافظات.
يهدف مشروع1000 جونيور إلى: توسيع قاعدة اللاعبين، اكتشاف مواهب يمكن تصديرها للبطولات العالمية، ودمج اللعبة في المدارس والجامعات.
لماذا تهتم الدولة برياضة البادل؟
البادل التي بدأت كرياضة غريبة يمارسها عدد محدود من الأصدقاء، أصبحت الآن منظومة رياضية كاملة تتطور بسرعة وذكاء بإرادة خالصة من الدولة فلماذا؟
هذا الاهتمام العنيف من قبل الدولة لتطوير الرياضة والارتقاء بها جاء مدفوعا بأسباب استثمارية كبيرة؛ فسعر تأجير ملعب البادل لمدة ساعة يصل في بعض الأماكن إلى 500 جنيها وبالتالي فإن متوسط إيجار ساعة البادل حوالي 250 جنيها.

ومتوسط عدد ساعات اللعب خلال اليوم حوالي8 ساعات مما يعني أن إيرادات ملعب البادل تصل إلى2000 جنيه يوميا، و60000 جنيه شهريا وبخصم أسعار الإيجار والإضاءة والمعدات والعمال أي حوالي50% من قيمة الإيرادات يتبقى حوالي50% من الإيرادات كهامش ربح.
وإذا أردنا حساب متوسط الأرباح سنويا فنحصل على360,0000 جنيه سنويا.
ولذلك تولي الدولة أهمية كبيرة لهذه الرياضة لما لها من عوائد مادية كبيرة تنعش الاقتصاد.
بالإضافة إلى الأدوات والملابس المخصصة لهذه اللعبة والتي توفر فرص عمل كبيرة لكل القطاعات الخفية التي تعمل من وراء الستار لجعل هذه اللعبة تستمر.
مثل المصانع التي تنتج الكرات والمضارب والشبكات والزجاج والملابس الرياضية، كل هذه الأشياء لم تكن موجودة لولا وجود البادل.
البيانات، البطولات، انتشار الأندية، والاستثمارات تشير كلها إلى شيء واحد: البادل في مصر ليست مجرد تريند، بل رياضة على طريق الاحتراف.
يعني كريم صحبي طلع مش بيلعب لعبه تافهه زي ما بقوله😔