
قصة منال ليست مجرد حكاية حزينة، بل جرس إنذار لواقع تعيشه آلاف النساء في صمت، بين جدران بيوت أغلقت فيها الأبواب على وجع لا يراه أحد ، وألم لا غير مسموع.
منال هي زوجة وأم لخمسة أطفال ولدين وثلاث بنات.
لم تكن تعيش الحياة الزوجية التي تتمناها أي امرأة، فقد عاشت عشرين عاما من الذل والإهانة والضرب المبرح، ولكنها لم تتخذ أي رد فعل، حفاظا على بيتها وأولادها.
معاناة منال من وحشية زوجها
ومع تكرار أفعال الزوج وتعديه عليها بالضرب بشكل يومي، بدأ أيضا يمارس نفس السلوك مع أولاده، إلى جانب تهديدهم بالقتل.
لم يتوقف الأمر عند العنف اللفظي أو الجسدي، بل وصل إلى محاولة قتل جماعي.
حين قام يوما بفتح أنبوبة الغاز في غرفتهم محاولا خنقهم، ولكنهم استطاعوا النجاة بأعجوبة.
بعد هذه الواقعة، قررت منال أخيرا طلب الطلاق من زوجها، في محاولة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من كرامتها وأمان أولادها.
لكنها لم تكن تعلم أن هذا القرار سيكون نهاية حياتها، فقد قام الزوج بحبس أولاده حتى لا يستطيعوا الدفاع عنها، وانهال عليها بالضرب، ثم قام بتشريح رأسها بكل جبروت ووحشية.
نُقلت منال إلى المستشفى، ولكنها لم تمكث كثيرا، وسرعان ما فارقت الحياة متأثرة بجراحها.
ادعى الزوج أنها كانت مشاجرة عادية، لكن شهادة الأبناء والجيران أكدت بأنه كان دائما يهدد بالقتل.
تم الحكم على الزوج بـ ٧ سنوات سجن فقط لأن توصيف الجريمة لم يكن قتل عمد أو حتى شروع في قتل.
ولكنها “ضرب أدى إلى الموت”، رغم مكوث الضحية شهرا في غيبوبة نتيجة الضرب المبرح.
منال ليست الحالة الوحيدة التي طلبت الطلاق بسبب العنف الأسري.
الأغرب أن الطلاق لم يعد يقتصر على زيجات طويلة انهارت بعد رحلة من المعاناة، بل أصبح ظاهرة منتشرة بين الزيجات الحديثة.
وتتعدد أسباب الطلاق، لكن من أبرزها: الخيانة الزوجية، العنف الجسدي، الضغوط المادية، غياب التفاهم، وعدم التأهيل النفسي للحياة الزوجية.
لذلك، يرى خبراء الاجتماع والأسرة أن مواجهة هذه الظاهرة يجب أن تبدأ من الجذور.
من خلال حملات توعية وتأهيل نفسي واجتماعي للشباب قبل الزواج، وتمهيدهم لتحمل المسؤولية والتعامل الناضج مع شريك حياتهم.
إلى جانب تشديد العقوبات على العنف الأسري وتفعيل القوانين على أرض الواقع.