
في زيارة رسمية تحمل في طياتها الكثير من الدلالات الاستراتيجية، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أثينا اليوم الأربعاء الموافق السابع من شهر مايو، ليؤكدا على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وليضعا معا أسساً لشراكة استراتيجية شاملة تخدم مصالح الشعبين وتساهم في استقرار المنطقة.
إعلان الشراكة الاستراتيجية نقلة نوعية في العلاقات
شهدت الزيارة توقيع الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، الذي يرسخ العلاقات العميقة بين البلدين ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق في مختلف المجالات، كما تم عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى، الذي يمثل نقلة نوعية في مسار العلاقات الثنائية، ويعكس الإرادة السياسية المشتركة للارتقاء بمستوى التنسيق والتعاون.
الربط الكهربائي مشروع استراتيجي نحو أمن الطاقة
من بين أبرز الملفات التي تم تناولها، مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان “جريجى”، الذي وصفه الرئيس السيسي بأنه “ليس مجرد مشروع ثنائي، وإنما خطوة استراتيجية ذات أبعاد إقليمية ودولية”، هذا المشروع الذي يعد أول ربط مباشر للطاقة النظيفة القادمة من مصر إلى أوروبا عبر اليونان، يمثل خطوة هامة نحو تعزيز أمن الطاقة في المنطقة والاتحاد الأوروبي.
تعاون اقتصادي وتنموي شامل
لم تقتصر المباحثات على ملف الطاقة، بل شملت أيضًا التعاون في مجالات الاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والسياحة، والتكنولوجيا، وريادة الأعمال.
كما تم بحث التعاون في مجال الغاز الطبيعي، وتسريع وتيرة تنفيذ اتفاق استقدام العمالة الموسمية المصرية للعمل في القطاع الزراعي اليوناني، وتوسيع نطاق الاتفاق ليشمل قطاعات أخرى.
قضايا إقليمية ودولية: رؤى متشابهة
تناولت المباحثات العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط، الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على غزة.
أكد الرئيس السيسي على ضرورة استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بكميات كافية.
ورفض استخدام التجويع والحرمان من الخدمات الطبية كسلاح ضد المدنيين، كما شدد على ضرورة التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
شرق المتوسط: دعوة للتهدئة وحل الخلافات
فيما يتعلق بمنطقة شرق المتوسط، رحب الرئيس السيسي بجهود التهدئة الحالية، معرباً عن تطلعه إلى استثمار هذه الأجواء الإيجابية لحل أي خلافات قائمة، بما يتيح تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية لصالح شعوب المنطقة، كما تم بحث تطورات الأوضاع في سوريا، ولبنان، وليبيا، والسودان، وأمن الملاحة في البحر الأحمر، والأزمة الروسية الأوكرانية.
دير سانت كاترين: تأكيد على التسامح والتعايش
في سياق آخر، أكد الرئيس السيسي على احترام مصر الشديد للتعدد والتنوع، مشددا على أن ما يتردد عن إجراء سلبي تجاه دير سانت كاترين يتعارض مع ثوابت مصر وتسامحها.
وأكد التزام الدولة المصرية بالتعاقد الأبدي مع الدير، ورفض العبث بالعلاقات مع اليونان بسبب أقاويل مغرضة.