
لا تزال حادثة سقوط الطالبة روان ناصر، في كلية العلوم بجامعة الزقازيق، تثير حالة من الغضب والجدل بين الطلاب وأساتذة الجامعة.
حيث كشف زملاؤها العديد من التفاصيل التي تبرز الإهمال والتقصير في التعامل مع الحادث، فضلا عن شائعات وأخبار مغلوطة تم تداولها عن سبب سقوطها.
بحسب تصريحات زميلتها لموقع توليفة، روان كانت تعاني من ضعف شديد في النظر منذ صغرها، وكانت دائمًا ترتدي نظارات.
وقالت إحدى صديقاتها: “روان نظرها ضعيف جدًا من ابتدائي، وكانت دائمًا ترتدي نظارة.
الترابزين في الكلية منخفض جدًا، بيصل إلى ركبتنا، والواقعة واردة جدًا.” وأضافت أن روان كانت قد صعدت للدور الخامس بعد الامتحان لتسأل الدكتور عن مادة، وهو أمر معتاد من الطلبة بعد نهاية الامتحانات.

وبخصوص شائعات الانتحار التي تم تداولها، أكدت زميلتها: “مستحيل نقول إنها انتحرت، روان كانت حجزت حفلة تخرجها، وكانت فرحانة ومتحمسة للحياة، ومستحيل تعمل كده وهي في قمة الحماس.”
كان واضحًا أن هناك اهمالا شديدًا في تقديم المساعدة للطالبة بعد سقوطها.
وصف الطلاب الحادثة بأنها تُظهر “إهمالًا فاضحًا” من المسؤولين، حيث أكّدوا أن الطالبة ظلت على الأرض لأكثر من نصف ساعة دون أي تدخل فعلي من الكلية، في الوقت الذي وصل فيه الإسعاف بعد تأخر طويل.

وأضافوا أن الإسعاف وصل قبل المسعف، الذي وُصف سلوكه بـ”اللامبالي”.
كما أشاروا إلى أن بعض أفراد الكلية كانوا قد قاموا بمسح آثار الدم من مكان الحادث قبل وصول الشرطة أو أي جهات تحقيق.

أثار الطلاب العديد من التساؤلات حول حالة الكاميرات داخل الكلية، مؤكدين أنه لم يُصرح رسميًا فيما إذا كانت كاميرات المراقبة تعمل أثناء الحادث أم لا، مشيرين إلى أن هناك كاميرات في الممرات، لكنها غير موجودة في السلالم التي كان من الممكن أن تكشف ما حدث.
بعد الحادث، أشارت مصادر مقربة من الأسرة إلى أن التأخير في إجراءات التصريح بالدفن كان سببًا في زيادة معاناة الأسرة.
قال الطلاب إنه تم إدخال الطالبة إلى المشرحة، لكن لم يتم الحصول على تصريح الدفن إلا في اليوم التالي، بعد تدخل النائب مجدي عاشور، مما أثار علامات استفهام حول التعامل مع الحادث.
شدد زملاء روان على ضرورة فتح تحقيق شامل وعادل في الحادث، محملين المسؤولين في الكلية والجامعة كامل المسؤولية عن الإهمال والتقصير الذي أدى إلى وفاة روان.
وتوجه الطلاب إلى إدارة الجامعة لمطالبتها بتوضيح موقف الكاميرات، وتحسين إجراءات الأمان داخل المبنى، خاصة فيما يتعلق بارتفاع الترابزين.
في الوقت نفسه، رفض الطلاب والمقربين من روان أي مزاعم حول كون الحادث حادثًا انتحاريًا، مؤكدين أن الطالبة كانت بعيدة تمامًا عن أي مشاكل شخصية أو نفسية.
في حين تضامن الجميع مع أسرتها مطالبين بتحقيق العدالة.
يبقى سؤال هام دون إجابة: “لماذا تأخر كل من الكلية والجامعة في التصرف بالشكل المناسب؟”
أسرة روان وأصدقاؤها يؤكدون أنهم لن يتوقفوا عن المطالبة بالكشف عن كامل ملابسات الحادث، ومحاسبة كل من تقاعس عن إنقاذ حياة الطالبة.
“روان ليست مجرد ضحية، بل هي رمز للتقصير والإهمال الذي لا يمكن السكوت عليه.”
ربنا يرحمها ويغفر لها ويدخلها فسيح جناته ويجعل قبرها روضه من رياض الجنه ويصبر اهلها