
عندما ينهار الميثاق الغليظ بين الزوج وزوجته، لا ينتهي الأمر عند حدود توقيع ورقة الطلاق، حيث تبقى الجروح مفتوحة في قلوب الأطفال، إذ يجدون أنفسهم في مواجهة عالم ينقلب رأسًا على عقب.
حين يختفي الدفء والأمان، ويحل محله الصراع بين الأبوين، لتصبح براءة الطفولة هي الثمن الأغلى؛ في النهاية، هؤلاء الصغار يدفعون وحدهم فاتورة خلافات لم يختاروها، ليصبحوا ضحايا لمعارك لم يشعلوها.
في فيديو منتشر على منصة “التيك توك”، يواجه مهند أحمد محمد توفيق، شاب مصري يبلغ من العمر 19 عامًا، أزمة تهدد مستقبله التعليمي والصحي بسبب النزاع بين والديه.
تعود تفاصيل القصة إلى أن والدَي مهند انفصلا قبل عشر سنوات، حيث سافرت والدته إلى إنجلترا مع مهند وشقيقته الصغرى واستقروا هناك، بينما بقيت شقيقته الكبرى مع والدهم في المحلة الكبرى.
يقول مهند، إنه كان يدرس ويعمل في إنجلترا، وقرر العودة في إجازة قبل ستة أشهر لرؤية شقيقته الكبرى والاطمئنان عليها؛ لكنه فوجئ بقيام والده باستصدر قرار “منع من السفر” بحقه، وهو قرار لا يتم إزالته إلا بموافقة الأب.
على مدار الستة أشهر، حاول مهند إقناع والده مرارًا وتكرارًا برفع المنع ليستطيع العودة إلى دراسته وإجراء عملية جراحية عاجلة في الركبة، إلا أن الأب رفض.
وبحسب ماقاله مهند، فقد تعرض للضرب والسباب من والده، حتى أنه اتهم مهند بأنه سرق منه هاتفه المحمول، وجعل الناس تطارده في الشارع مطلقاً عليه لفظ “حرامي”، مما تسبب في قطع ملابسه .
حاول مهند التواصل مع الشرطة، ومن بعدها تدهورت علاقته بأقارب والده، إذ تلقى تهديدات مستمرة من ابن عم والده.
ذهب مهند مرة أخرى لوالده- في محاولة لاستعطافه -وقال أنه ليس ممتنع عن المكوث هنا مع والده.
وطلب منه أن يُعيد قيده إلى المدرسة لكي يستطيع إجراء امتحانات الثانوية العامة، وأن يجري له العملية الجراحية.
وذلك لأن مهند عنده مشكلة صحية في غضروف “الإنسي” بالركبة.
رفض والده وقال له، أنه إذا أراد البقاء هنا فعليه أن يترك التعليم ويعمل على “توكتوك”، وأنه لن يتركه ليكون أفضل منه، وذلك حسبما قال مهند، كما طالبه بنصف مليون جنيه مقابل السماح له بالسفر.
حاول مهند اللجوء إلى المحكمة لإثبات حاجته للسفر، مشيرًا إلى امتلاكه ما يثبت استمراره الدراسي بالخارج، ولكنه لم يستفيد أي شيئ .
كما أرسل له والده يطالبه بنصف مليون جنيه مقابل السماح له بالسفر.
يقول مهند أيضًا في الفيديو، أن والده يستخدم قرار منعه من السفر كورقة ضغط في خلافاته القديمة مع والدته.
موقف الجد
في فيديو آخر، ظهر جد مهند، محمد توفيق، وهو أيضًا تاجر موبيليا، مؤكداً أن ابنه (والد مهند) عاق، ويعاقب طليقته على حساب مستقبل ابنه.
وبحسب رواية الجد، فقد حاول إقناع ابنه بالسماح لحفيده بالسفر لاستكمال علاجه وتعليمه، لكن الأب رفض.
وأضاف الجد: “ده غلط، ليه تظلمه وتسيب مستقبله يضيع؟ إنت خلاص اتجوزت وخلفت وطليقتك اتجوزت، ليه تتحكم في ابنك بالطريقة دي”.
كما قام الجد بمناشدة المسؤولين لمساعدة حفيده على التخلص من قرار منع السفر والسماح له بالذهاب.
مناشدة المسؤولين
من خلال موقع “توليفة”، نناشد الجهات المعنية في وزارة الداخلية والنيابة العامة، وكل من بيده القرار، بالنظر بعين الإنسانية إلى قضية مهند، الذي حُرم من حقه في السفر لاستكمال علاجه وإتمام دراسته بسبب خلافات أسرية أثرت سلبًا على مستقبله وصحته.
نطالب برفع قرار منع السفر الصادر بحقه، وتمكينه من العودة إلى حياته الطبيعية، بعيدًا عن الصراعات الأسرية التي لا ذنب له فيها.
جميل جدا والصحفية متميزة في سرد الأحداث
تحفففه يا صفصوفتي 😘💗💗💗