من الإعلام إلى قفص الاتهام..سارة خليفة في قبضة القانون

في خبر صادم هزّ الوسط الإعلامي والفني المصري، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الإعلامية والمنتجة الفنية “سارة خليفة” بتهمة تورطها في شبكة لتصنيع وترويج المواد المخدرة.

وكانت قد قامت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات التابعة لوزراة الداخلية، بعمل مداهمة أمنية على شقة سكنية بأحد أحياء القاهرة، انتهت بضبط “سارة خليفة” متلبسة بممارسة نشاط إجرامي، بعد تحريات عن تورطها في إدارة شبكة للإتجار بالمواد المخدرة.

من هي سارة خليفة؟

ولدت “سارة خليفة” في 29 مارس 1994 بمحافظة القاهرة، وتبلغ من العمر 31 عامًا، وبدأت مسيرتها الإعلامية من خلال قناة ART حيث قامت بتقديم برنامج “من القاهرة”، واستمرت في القناة لمدة 3 سنوات، ثم انتقلت إلى قناة الشرقية العراقية، التي عملت بها لمدة 5 سنوات.

و لم يقتصر دور سارة خليفة على تقديم البرامج التلفزيونية فقط، بل شاركت في تقديم العديد من الندوات والأحداث المهمة، منها مشاركتها في مهرجان الفضائيات العربية، إضافة إلى مساهمتها في تقديم فعاليات مؤتمر الوحدة العربية، وعلى صعيد التمثيل شاركت في مسلسل “التكية”.

أما على المستوي الشخصي، يُعرف عن سارة امتلاكها شبكة واسعة من العلاقات مع شخصيات بارزة في مجال الفن والإعلام، حيث جمعتها علاقة صداقة وعمل مع نجوم المهرجانات من بينهم عمر كمال وحسن شاكوش وحمو بيكا، وكانت تستعين بهم في حفلات تنظمها في دبي.

حيث أسست شركة “سارة برودكشن” في عام 2021، وهي شركة متخصصة في تنظيم الحفلات والمؤتمرات الإعلامية.

كما كانت على علاقة بلاعب الأهلي والزمالك السابق محمود عبد المنعم “كهربا”، وتبين لاحقًا أنهما كانا متزوجين سرًا، قبل أن ينفصلا بعد زواج لم يدم سوى ستة أشهر فقط في عام 2016.

التلبس والضبط

حسب البيان الصادر من الأجهزة الأمنية، بدأت القضية عندما تلقت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات معلومات تفيد بإدارة سارة خليفة تشكيل عصابي يركز على ترويج المواد المخدرة، وبعد مراقبة وتحريات دقيقة داهمت قوات الأمن شقتها، لتضبطها متلبسة.

تم ضبط التشكيل العصابي وبحوزتهم 200 كيلوجرام من مخدر الحشيش الصناعي، إلى جانب كميات كبيرة من المواد الخام المستخدمة فيه، بالإضافة إلى معدات تصنيع مثل خلاطات، و معقمات، و عبوات تغليف، وأيضاً كمية كبيرة من المشغولات الذهبية، و مبالغ مالية ضخمة بالعملتين المحلية والأجنبية، و 5 سيارات، وقدرت الأجهزة الأمنية القيمة المالية للمضبوطات المخدرة ب 420 مليون جنيه.

كما كشفت تحريات الأجهزة الأمنية أن الشقة كانت بمثابة مركز لتوزيع المخدرات، مع شبكة اتصالات معقدة تربط بين موردين وعملاء من فئات اجتماعية متنوعة.

خلال التحقيقات، نفي أربعة من المتهمين تهمة الإتجار في المواد المخدرة، واعترفوا أن دورهم اقتصر فقط على نقل المواد الخام المخدرة بمعرفة “سارة” إلي شقق مستأجرة في منطقتي السلام ومدينة نصر لتصنيع مخدر “الحشيش” و”الشابو”.

وذكروا أنها المسؤولة الرئيسية عن جلب المواد الخام المخدرة من إحدي الدول، وأيضاً هي المسئولة عن عملية الدفع واستلام الأموال وأن مهمتهم تقتصر علي نقل المواد المخدرة إلى شقق التصنيع.

و اعتبرت الجهات المعنية أن هذه الإعترافات تمثل نقطة محورية في القضية، إذ ربطت المتهمة بشكل مباشر بعمليات التصنيع والتوزيع، مما يعزز الأدلة ضدها ويدعم الإتهامات الموجهة إليها.

ليس لها علاقة بالإعلام

في مفاجأة، أظهرت التحقيقات أن “سارة خليفة” حاصلة على الشهادة الإبتدائية فقط ولم تستكمل تعليمها.

كما أصدرت نقابة الإعلاميين ،بقيادة النائب الدكتور “طارق سعده” نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، بياناً وضحت فيه أن “سارة خليفة” ليست إعلامية وغير مقيده في النقابة، وغير حاصلة على تصريح مزاولة المهنة.

مما يثير التساؤل كيف استطاعت ” سارة ” الوصول إلى الإعلام، بل وتقديم بعض البرامج في قنوات معروفة.

إنذار

تتمثل خطورة هذه القضية في تورط شخصية معروفة ولها علاقات مع شخصيات عديدة في الوسط الفني والغنائي وتتحظي بمتابعة عدد كبير من الناس على مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بها، مما يشير إلى أهمية الرقابة المستمرة على الشخصيات المعروفة منعًا لأي استغلال للنجومية أو النفوذ في الترويج لأنشطة غير قانونية، ولضمان ألا تُستغل الشهرة كغطاء لأعمال تضر بالمجتمع وتمس بالأمن العام.

كما تعكس هذه الواقعة ضرورة مراجعة آليات الظهور الإعلامي، والتحقق من مؤهلات من يظهرون على الشاشة ويؤثرون في الرأي العام، لا سيما في ظل دخول بعض الأفراد إلى هذا المجال دون خلفية مهنية واضحة.

وتواصل الأجهزة الأمنية تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالشقة المضبوطة وكذلك مكان إقامة المتهمة، بهدف تحديد أسماء الأشخاص الذين ترددوا على الشقة خلال الفترة الأخيرة، في محاولة لكشف أي شركاء محتملين في تجارة المخدرات.

كما تقوم بعمل تحريات موسعة للتوصل إلى مدى ارتباط المتهمة بشبكات أخرى لتجارة المخدرات، ومن المتوقع أن تكشف التحقيقات خلال الفترة القادمة المزيد من التفاصيل المتعلقة بالقضية.