تتصاعد الأحداث خلال الأيام السابقة في قلب القارة الآسيوية وتحديدا في منطقة كشمير التي كانت ولازالت حلبة صراع بين دولة هندوسية وأخرى مسلمة وهما الهند وباكستان والتي كان من النادر هدوء الأجواء بينهما.

رحلة سياحية تتحول لمذبحة

تبدأ الأمور في يوم 22 أبريل في الجزء الهندي من كشمير المتنازع عليها، وتحديدا في وادي بيساران ذو الطبيعة الخلابة.

وتبدأ المجزرة بوجود مجموعة من العائلات الهندية في جولة سياحية في مشاهدة الخضرة والمناظر الطبيعية الجذابة، حتى يظهر من بين الأشجار 4 رجال مسلحين وبملابس عسكرية أطلقوا وابلًا من الرصاص.

مجزرة راح ضحيتها 26 شخص بينهم رجال و أطفال.

وأعلنت جماعة “جبهة المقاومة” – وهي جماعة كشميرية – مسئوليتها عن الحادث.

ولكن الحكومة الهندية لم تصدق واتهمت بشكل مباشر جماعة “لشكر طيبة” الباكستانية بالقيام بالعملية بمساعدة الحكومة الباكستانية.

التصاعد السياسي للأحداث

قطع رئيس وزراء الهند “ناريندرا مودي ” زيارته للسعودية للرد على الهجوم في خطاب سياسي شديد تجاه الأحداث التي حدثت.

أعلنت الحكومة الهندية سلسلة قرارات شديدة الخطورة أهمها تعليق معاهدة نهر السند لعام 1960 التي بموجبها يتم توزيع مياه نهر السند بين البلدين.

وتحول الموقف من مجرد اتهام بعملية عسكرية إلى قطع علاقات كامل بعدما قررت الهند إغلاق الحدود بينها وبين باكستان وطرد جميع الدبلوماسيين الباكستانيين.

وعلى الجانب الباكستاني لم تتوقف الأحداث اشتعالا، بل أعلنت أيضا الحكومة الباكستانية إغلاق المجال الجوي أمام الطيران الهندي، وتعليق التجارة بين البلدين سواء المباشرة أو عن طريق الوسطاء، وإلغاء التأشيرات الهندية.

بالإضافة إلي تعليق اتفاقية “شيملا للسلام” بشكل رسمي والتي كانت تمنع أي تصعيد عسكري مباشر خط الالتماس بين الجانبين في كشمير.

وأعلنت أيضا أن أي محاولات لإغلاق مجرى نهر السند سيتم اعتباره إعلانًا رسميًا للحرب على باكستان.

اشتعال الحرب لن يتوقف عند حدود كلا الدولتين

المثير في الأمر أن كلا الدولتين ذات التاريخ الطويل من النزاعات والعداوة يمتلكان ترسانة قنابل نووية ضخمة، حيث تمتلك كلا منهما ما يتجاوز 150 رأس نووي لكل بلد.

وبتوسيع النظر إلى العلاقات الدولية لكل قوة منهما تجد أن الأمر يتخطى الدولتين لأن لكل منهما حليف قوي يترقب الأحداث وينتظر فقط لحظة مناسبة للتدخل.

الهند التي تدعمها أمريكا بشكل كامل، وفي الجهة الأخرى تعد الصين حليف جيوسياسي لباكستان.

وهما الوجهان للقوى العظمى في العالم حاليا والتي متوترة الأجواء بينهم بفعل الحرب التجارية التي سببتها قرارات ترامب الاقتصادية و رد الصين قراراتها هي الأخرى.

هل العالم على مشارف حرب نووية ؟

الحديث عن حرب نووية عادة ما يكون بشكل صوري فقط من أجل التهديد أو الردع عدا استخدام أمريكا لها في نهاية الحرب العالمية الثانية ضد اليابان.

ولكن مع صعوبة لغة الحوار بين البلدين وتأزم الموقف وعدم وجود قنوات اتصال أو نية للتواصل والحل؛ فالأمر ليس مستبعدًا.