في كل مرة نشهد فيها تدخل متهور أو إصابة لاعب نطالب ونندد بأهمية تطبيق القوانين دون تمييز أو تهاون ولكن دون جدوى أو تحرك حقيقي.

إن إصابة القندوسي المروعة من المفترض أن تضع حداً لتلك المأساة.

إصابة مروعة تعرض لها لاعب الأهلي المعار إلى سيراميكا كليوباترا أحمد القندوسي في مباراة فريقه مع فريق فاركو وذلك بعد تدخل عنيف من لاعب فاركو على قدمه الثابتة ليتسبب في كسر مضاعف بالساق يغيب على إثره لأكثر من سنة، ولذلك نضع السؤال التالي: من المسؤول عن هذا الهراء؟!

واقعة الأمس ليست استثناء، بل امتداد لظاهرة تنمو وتتمادى حتى أصبحت سمة متكررة في مباريات الدوري المصري تشمل تدخلات متهورة، واندفاعات عشوائية، وانفلاتات غير مبررة وسط تهاون تحكيمي، وتراخٍ إداري في تطبيق القوانين.

إصابة القندوسي كشفت مجددًا عن حجم الخطر الذي يهدد اللاعبين، لا بسبب قوة الخصم فنيًا، بل بسبب غياب الضوابط.

وفقاً للمادة (12) من قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) على أن أي تدخل يعرض سلامة الخصم للخطر يُعد “سلوكًا عنيفًا” يستوجب الطرد المباشر.

ورغم ذلك، كثيرًا ما تُفسّر هذه المادة بهامش واسع من “التقدير التحكيمي”، مما يفتح الباب للإفلات من العقاب في مواقف خطرة لا لبس فيها.

لذلك فإن المشكلة الحقيقية ليست في وجود قوانين فالقوانين موجودة فعلياً ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الرعونة في تنفيذ تلك القوانين، لذلك أرى أن الحزم في تنفيذ القوانين الرادعة ليس خيارًا ولا مجرد إجراء انضباطي، بل هي رسالة تربوية وأخلاقية قبل أن تكون رياضية.

فحين ينجو اللاعب المعتدي من العقاب، فإن الرسالة التي تصل إلى اللاعبين وإلى الجماهير هي: “إفعل ما شئت؛ فالقانون لا يُطبق”.

حادثة القندوسي تستوجب ما هو أكثر من مجرد طرد من المباراة فالمطلوب ليس فقط وقف اللاعب المُتسبب – إن ثَبُت تعمده أو تهوره – بل إعادة النظر في منظومة الانضباط كلها: من الحكام، إلى لجنة المسابقات، إلى مسؤولي الأندية الذين يدافعون أحيانًا عن لاعبين أساؤوا لمفهوم التنافس الشريف.

في النهاية، هذه ليست مجرد إصابة لاعب، بل إنذار صارخ للمنظومة الرياضية كلها.

أحمد القندوسي قد يعود للملاعب بعد فترة علاج، لكن من يضمن أن القادم لن يكون أكثر عنفًا؟ إن لم تتحرك الجهات المعنية: اتحاد الكرة، ولجنة الإنضباط، والحكام، والإعلام ؛ فتيقنوا بأننا مازالنا في مرحلة الخطر وتوقعوا إصابات مأسوية كل يوم.