في يوم 31 من شهر مايو الماضي أُقيم نهائي دوري أبطال أوروبا بين انتر ميلان وباريس سان جيرمان على ملعب أليانز أرينا، والذي انتهى بفوز باريس بخماسية نظيفة.

سجل أشرف حكيمي الهدف الأول ولكن على غير العادة لم يحتفل اللاعب بهدفه احتراما للموسم الوحيد الذي قضاه في إيطاليا مع الانتر، رغم أن الهدف غالي للاعب حيث أنه هدفه الأول في نهائي دوري أبطال أوروبا، وساهم في تحقيق باريس لأول لقب دوري أبطال في تاريخ النادي.

D810385f 6172 433f b240 3975192e430c
أشرف حكيمي

وهذا يفتح مجال لسؤال طريف لماذا يحتفل اللاعب بعد تسجيل هدف من الأساس؟
ومتى بدأت فكرة أن يصبح الاحتفال مهم بهذا الشكل في كرة القدم؟

بداية الاحتفال

فيما مضى، كان احتفال اللاعب بعد الهدف بسيط جدا، اللاعب يركض ليسلم على زملائه ويعودوا سويا إلى منتصف الملعب.

ويمكن أن تكون أول لقطة فيها خروج عن المألوف هي لقطة تارديلي في كأس عالم 1982، وهو يركض ويصرخ بعد الهدف، ظلت هذه اللحظة محفورة في أذهان الجماهير، لأنها كانت مختلفة وتعبر عن شغف حقيقي.

ثورة الاحتفالات

ولكن الاحتفال الحقيقي بالأهداف بدأ مع روجيه ميلا، لاعب الكاميرون، الذي سجل 4 أهداف في كأس العالم 1990، واحتفل بكل هدف بالرقص عند الراية الركنية، ومن هنا بدأت ثورة الاحتفالات.

Eebe3e64 973c 4615 a32a 77076dcf0acd
روجيه ميلا

فأصبح كل احتفال له مدلول، وبعض الاحتفالات تجاوزت حدود الزمان والمكان.

بيبيتو في مونديال 1994 احتفل بمولوده الجديد، مونتيلا اخترع احتفال الطائرة لأنه كان يتشبه بها بسبب قصر قامته، واشتهر بهذا الاحتفال لاحقا محمد أبو تريكة.

E530e1b4 3c76 4fda a460 48303a36fc5b
محمد أبو تريكة

راؤول كان أول من قام بتقبيل الخاتم بعد الهدف، وبعد ذلك أصبح الاحتفال موضة لجميع اللاعبين المتزوجين حديثا، وكان على رأسهم في مصر أحمد بلال.

واحتفال كاڤاني بالقوس والسهم وهو احتفال يعبر عن السكان الأصليين في الأوروجواي.

ميسي دائما يرفع إصبعه للسماء من أجل جدته، ولا يمكن أن ننسى أشهر احتفال في تاريخ كرة القدم بدون منازع وهو “suuuuiii” الاحتفال الخاص بكريستيانو رونالدو.

Ef10d76a 3afc 48d9 a40e f90c38dd7fea
كريستيانو رونالدو
علم النفس عن الاحتفال

وكان هناك دراسة في عام 2020 على احتفالات دوري أبطال أوروبا، تقول بأن الاحتفالات هي انعكاس لشخصية اللاعب وهويته الثقافية.

وتظهر فيها بعض الأشياء مثل الإشارة إلى الجمهور أو صانع الهدف، بالإضافة إلى الطقوس الدينية التي كانت واضحة أكثر عند اللاعبين الأفارقة وأمريكا الجنوبية عن الأوروبيين.

ويأكد علم النفس الرياضي أن الاحتفال ليس للتباهي، لكنه وسيلة للتعبير عن الانتماء والاحساس بالتفوق.

ولذلك عدم الاحتفال ضد فريقك القديم كما فعل أشرف حكيمي يدل على قمة الإحترام، لأنك هنا تقرر أنك لا تسجل لقطة مهمة في مسيرتك حبا في جماهير فريق كان يدعمك من قبل.